بعض فوائد الصيام الدينية

الصوم هو الإمساك عن الطّعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويقوم به العبد امتثالاً لأمر الله تعالى وتقرّباً منه لكسب الأجر والثواب، وقد أعطى الله عزّ وجل الصيام منزلةً عظيمةً وجعل أجره عليه بحيث لم يُحدّد مقدار هذا الأجر؛ فالصّائم لا يعلم ما كتبه الله تعالى له، كما أنّ الناس المُحيطة لا تعلم ما في قلب الصائم وإنما الله عز وجل فقط هو الذي يعلم بنية الصائم وبذلك يكون الصوم سرٌّ بين العبد وربه.

يعتقد البعض أنّ الصيام يكون في شهر رمضان المبارك فقط وهذا غير صحيح لأنّ الصوم يقسم إلى:

• صيام واجب، مثل: صوم رمضان، وصوم الكفارات، وصوم النذر.
• صيام تطوّع أو مستحب، وهو الذي يقوم به العبد زيادةً في طلب رضوان الله تعالى، ومثل ذلك صيام يومي الاثنين والخميس من كلّ أسبوع، وصيام الثلاث أيام البيض من كل شهرٍ، وصيام يوم عرفة ونحو ذلك.

للصيام الكثير من الآثار والفوائد على الشخص نفسه صحيّاً ونفسياً ودينياً، ومن هذه الفوائد:

• كسب رضا الله تعالى والفوز بالجنة، فقد أعدّ الله تعالى للصائمين باباً خاصاً لهم في الجنة يدخلون منه ويُسمّى باب الريان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق ، فلن يدخل منه أحد)
• تعلّم الصبر على الشدائد؛ فالصوم ليس بالعمل السهل ويزداد صعوبةً كلّما كان في فصل الصيف مع ارتفاع الحرارة، وكلّما كانت ساعات الصيام أطول، ومن يستطيع أن يكبح جماح شهوة الأكل والجماع لديه فإنه يتعلّم بذلك الصبر وقوة التحمّل.
• التعرّف على رحمة الله تعالى بالعباد؛ فقد جعل الله عز وجل الصيام أياماً معدودات خلال العام ولم يجعله طيلة العام، كما أنّه من رحمته عز وجل جعله الصيام جزءاً من اليوم بدلاً من اليوم الكامل، وبعد الإفطار يحقّ للعبد أكل ما يشتهي من الطعام دون أن يمنعه عن شيءٍ.
• وقوع محبة الله عز وجل في قلب المؤمن وزيادة رقته وإحساسه بعظمته عز وجل.
• تنقية نفس الغنيّ من البخل والتكبّر، وتركه يشعر مع أخيه الفقير الذي لا يجد قوت يومه، وتنقية نفس الفقير من الحسد والغل على الآخرين.
• تحقيق صفاء الذهن والقلب ممّا يجعل العبد يستمع إلى القرآن الكريم بكل تركيز وإذعان.